جلست تتأمل المسبحة الفضية المعلقة علي الحائط وتذكرت جدتها كانت تمسك بهذه المسبحة وتتمتم من بين شفتيها كلمات غير مسموعة عقب كل صلاه وتتذكر انها كانت تجري وتحتضن جدتها وهي جالسة القرفصاء ويشع من حولها بهجة ونور كم كانت حنون ودافئة! وابحرت اكثر في ذكرياتها فوجدت تلك العلبة التي كانت تضع جدتها الحلوي التي تصنعها بنفسها فيها كم كانت حلوي رائعة !تملاء رائحتها البيت ويجتمع الاهل والاقارب ليأكلوا منها فقد كانت جدتها توزع الابتسامة والحب مع الحلوي وتذكرت ايضا تلك السرير المريح الذي كانت تنام عليه بجوار جدتها وتصمم هي علي ان تحكي لها جدتها حكاية قبل النوم وكانت تطمئن في حضن جدتها وتشعر بالسعادة والسكون عندما تسمع دقات قلب جدتها وعندما تشم عطر جدتها الذي هو مزيج من رائحة الليمون ورائحة الشمس ورائحة المسك وهل للشمس رائحة ! تسألت دوما هذا السؤال كانت الاجابة واحدة رائحة الشمس . وتذكرت جدتها وهي تمشط لها شعرها وتصنع لها جدائل جميلة فقد كانت تشاركها كل شيء ولكن رحلت جدتها ورحلت معها الايام الحلوة والفرحة والحنان لم تعد تأكل حلوي ولم تعد تستمتع بحنان ودفء جدتها لم يعد هناك من يصنع لها جدائل اويشاركها كل ما تفعل رحلت وتركتها حزينة ووحيدة رغم كل من حولها رحمها الله رحلت ولكنها تركت عطرها الذي لاينسي الذي هو مزيج من رائحة الليمون ورائحة المسك ورائحة الشمس لو كان للشمس رائحة!
عطر لا ينسى
عزوف الشوق- أدارة الموقع
- عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 01/10/2010
الموقع : https://abag.yoo7.com/
- مساهمة رقم 1